خطة الشيطان متأثراً ببشريته:
من معتقل الأرواح الراغبة في الخروج إلى منطقة ما وراء الصواب و الخطأ حيث يشعر الناجون بحلاوة الإنفلات من قبضة القدر العربي، هناك فقط أقضي الوقت المسموح لي به مع شياطين الكلمة الصريحة و لو خَبُثَتْ فأقول لإخوتي الذين سبقوني في الإيمان من وراء الحُجُبْ ماذا لو كنتُ شيطانا ظاهرا للعيان و ثار الناس علي ماذا تراني فاعل؟ هناك قريبا من سدرة الصراحة سأقف على كل رابية تطل على الثائرين الغاضبين متسلحا بالإيجابية المُقَنَّعَة متحدثا و دموع تماسيحي تنساب للناظرين المجادلين من حولي لعلي أحرك الأوتار التي لم يعزف قط عليها فنان فأخرج ألحانا طروبة عربية المنشأ صوفية الإنتشاء، أخرجها في تعجب السائل المصدوم بمدى توغل الشيطان في حياتنا و عمق جذوره البشرية فأنثر الأسئلة في أثير مجهول تردده معلوم أثره لمن يستمع و يرى بقلب الفاحص المتلطف لا متتبعي العثرات و ما أكثرهم، فلنرى معا و لنسمع خطة الشيطان كما لا يريد هو لنا أن نفهمها و دعونا في البداية أن لا نستعيذ منه لكي لا يفر و هو في حضرة خصمه اللدود
من رب الثائر العزيز؟
أود أن أعرف من ربكم أيها الثائرون على الضيم و إنطلاء الحيلة زمناً؟ ما الذي يعطيكم كل هذه الشجاعة لخلعي و إبدالي بآخر منكم مؤمنا كما تدعون و تزكون لعلي أرجع عن باطل أكرهتكم عليه دهرا فتسعدوا بعد طول شقاء؟ هل لكم رب أم أرباب متفرقة؟ سؤالي عن ربكم ليس بسؤال عادي فلا أعني ربنا الذي في السماء عرشه بل سيدكم الذي تطيعونه تحت أديم السماء فمن هو؟ لا أريد إجابة من أفواهكم الإنسية بل أخاطب شياطينكم التي بين صدوركم فتخبرني بما أريد ساعة أريد، إجاباتكم متعددة فمنكم من ربه الجاه و المنصب و منكم من ربه الدينار و الدرهم و آخرين لحقوا بكم ربهم الأنس و العربدة و مخادنة الغانية الغنوج فالحمد لله إذ سهلت علي مهمتي في إقناعكم بالعدول عن غيكم هذا في خلعي. إذا سأكون ربكم الأعلى و لكن ليس على طريقة فرعون الآثم بل رب أربابكم الذين أتخذتموهم أولياء هنا و ركنت شياطينكم إليهم و ماذا يفعل شيطان مثلي لما يتشيطن الناس من حوله إلا أن يحرص على عدم هدم و تفكك البيت الشيطاني على من فيه و قد أوحيت من قبل إلى الحكماء و القديسين بحكمتي هذه فأخذوها و كتبوها و علقوها على أبواب ممالكهم فسادوا و استمتعوا. إذا إعرف رب الثائر أولا و ما يحركه فيسهل إستدراجه و إستمالته تلك هي قاعدتي الأولى و سأعترف إعتراف الخبيث هنا أن كل ثائر شجاع و لكن الحضارات لم تبن على الشجاعة وحدها
أصحاب الرؤوس العنيدة؟
أولئك أمقتهم لأن جدالي معهم يطول لحد يتجاوز الإعياء و لابد من مجاراة نفسهم الطويل بالوعود و الخطط لتنفيذ بعض ما يريدونه، ففي شركتي الخاصة المتعاظمة العميقة-و ما أعمقها و هي تعج بآلاف الشياطين المعاهدين-بضع و عشرون رأساً عنيداً منهم من هو صاحب مبادئ و منهم من يتشدق بها و من تبقى هم من التابعين و التابعات لأحد الفريقين و لذلك مهمتي معهم مع قلة عددهم صعبة تستنزف الوقت و الجهد فما أحزنني! ، في هكذا مواقف لابد أن أستعمل ما درسته في المملكة المتحدة من تاريخ سُيَّاسها على الأقل "فرق تسد" و سأدمغ هذا في ذاك و لن أحقق لهم شيئا ما داموا متفرقين فهم أغبياء جداً رغم التذاكي و المفاخرة فكيف يتخاصمون و هم يقرأون أن كيدي ضعيف و مع ذلك يفشلون و تذهب ريحهم، سأظل أفرقهم و سيظلون يفشلون حتى يأتي من يخلصهم و لا أراه قريباً
المتزفلقون؟
أولئك هم المقربون لأنهم جمعوا بين التزلف و التسلق و هم مع من فاز لا يهمهم مبدأ و لا خلق و سيماهم في وجوههم من كثرة التزفلق و لحظة تكلمهم بلسان الحال يردون عليك بلسان من ذاق حلاوة الوصول لذلك هم أحب الناس إلي و دائماً أكون حاضرا لمجالسهم و يوم يتلقون الهدايا و المعونات أصفق بحرارة لبلاغتهم إذ يقولون هذا من فضل ربي! أولست بربهم في ما يمكرون و يخططون؟! بلى و من أجل ذلك سأتم عليهم نعمتي الزائلة فقد رضيت لهم التزفلق ديناً
المزايا الخاصة؟
ذلك ما أجعله لأحبتي و ما أكثرهم و أقول لهم إنها هديتي لكم فكل ما تفعلونه و ستفعلونه إن كان نابعا من إستحسان نفوسكم له فهو عمل فاضل قام على فضيلة و سيثمر فضائل أخرى فلا رذيلة مع من يتبعني و لو كره ذلك المراوغون بإسم الفضيلة و النزاهة، لا أرضى لأتباعي المنع كما لا أرضى لغيرهم التمتع فمن لم يكن معي فهو ضدي و تلك آية أخرى لمن عاش فرآني ثم لم ير نعيمه لدي و آثر حياة النضال الأبدي حياة الفقر الدائم
مفاوضات إبليس؟
الإيجابية المُقَنَّعَة هي سلاحي الأعظم فبها أفاوض أعتى العقول و هي و إن كانت أداة من أدوات الرقي الإنساني فهي أيضاً مدخلي الواسع إلى كل واحد من البشر فأقنعه بما أريد و لو عكس هواه و ما أجمل من الإيجابية و هي معشوقة الجماهير من شياطيني و من الناس أجمعين. كم مرة مررت على محفزي الذات لأعلم مدى تبحرهم في ذات الإنسان و لم أجد بعد من ينتبه لي في التفاصيل و لكنه طبعي عدم إظهار التفاخر العلني و أنا سيدهم و لو لم يشعروا بذلك، أفاوض المصلحجي فيفوز ببعض ما عندي و روحه قد هبطت في يدي و أفاوض العنيد ذو المبدأ فأكون له الأستاذ و المرشد أما من يكابد فسيتكبد ما لا طاقة له به ليبقى مناضلا في أعين زملاء الساعة و الساعتين مشاغبا فوضويا في أعيننا و سأحرص على أن لا تتغير كل تلك المعادلات رغم شطحات الرومانسيين محذري الناس و ما أدراك من هم، فقط الرومانسيون هم من لاسبيل إليهم و إن كان هناك من سيهدم بيت الشيطان على من فيه فهو الرومانسي الذي يظل مدندنا بالحقيقة فتشيع في الآذان زمنا تضمن بقاءها للأجيال القادمة و التي بعدها و لذلك وصيتي إلى من يخلفني "لا تدع سبيلا للحقيقة إلا و ردمته بإستعمال الغواية و أخواتها فكل ما يأتي من نار يخشاه الطين بطريقة أو بأخرى"
تصريح و رسالة!
تكمن قوَّتي في ضماني عُلْوِيَّتي رغم المكاشفة و ضعف طريدتي رغم ضعفي و كل ثائر سيخور يوما أمام المغريات فلا يتبجح أحد بقوة حجته إن رأيتموه بعدها يرفل في نعيم جناتي و أنهاري بعد هتاف و شجب صاخب و لكل أتباعي من ههنا السلام ما داموا ضالين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق